إذا كان الإعلام البرازيلي نفسه يعترف بأن منتخبه خسر أمام منتخب مكسيكي من الصف الثاني كما قالت صحيفة (أو جلوبو) البرازيلية , حيث تقول :" كان ظهور أول يجب نسيانه. وبدون مشاركة لاعبيه الأساسيين وهم رونالدينيو وكاكا, كان المنتخب البرازيل ضحية سهلة لمنتخب الصف الثاني المكسيكي", فإنا إعلامنا العربي ما زال يعتبر فوز المكسيك على البرازيل أعجوبة من الأعاجيب.
فبالرغم من الإحصائية الصريحة والواضحة التي تقول إن المكسيك كان لها نصيب في الفوز في أربع مباريات من آخر خمس مواجهات بين المنتخبين, إلا إن إعلامنا العربي ما زال يعتبر فوز المكسيك بمثابة المفاجأة, وزادت عند البعض لتكون مفاجأة مدوية !!
و لا يختلف الوضع كثيراً في وسائل الإعلام العربية المختلفة, فالإذاعة كالتلفزيون بمعلقيه ومحلليه و مقدميه, و نفس الأمر ينطبق على الصحف و كُتّاب الإنترنت, فلو أخذنا على سبيل المثال بعض أقوال معلقي المبارايات لوجدنا ما يلي:الأول يقول تعليقاً على أهداف المباراة "هدف برازيلي في مرمى البرازيل" و الثاني يقول ليبرر النتيجة " المنتخب المكسيكي لاعبيه متفاهمين لمشاركتهم مع بعضهم البعض في الكأس الذهبية" ,وغيرها الكثير كمانشيتات الصحف التي جائت على غرار أقوال معلقي المباريات كالمانشيت الذي يقول :" و تستمر المفاجآت" ..!!
منذ متى كان فوز المكسيك على البرازيل مفاجأة مدوية؟ لا أحد ينكر أن الأفضلية التاريخية تصب في مصلحة الكرة البرازيلية و لكنها حالياً تقف خلف المكسيك و هو ما لا أقوله أنا بل تثبته الإحصائيات.
خلاصة القول: إذا كان إعلامنا بأغلب من يعمل فيه قد تذكروا فقط نقص لاعبين من المنتخب البرازيلي, فمن باب أولى تذكر نقص سبعة لاعبين من المنتخب المكسيكي, وإذا كان إعلامنا بمعلقيه ومحلليه وصحافته ييهتمون فقط بالتاريخ فمن باب أولى أن يبحثوا في الحاضر و المستقبل في نفس الوقت حتى يكون إعلامنا العربي أكثر منطقية من الوضع الحالي.