بعد جولة أولى شهدت نتائج متفاوتة، بعضها كان يسير باتجاه التوقعات تماماً أما بعضها الآخر فكانت تؤكد على أن صمت العرافين أصبح لزاماً، فمغمور المنتخبات من بوابة بطولة هذا العام تصر على تعليق الجدارة على الصدور وساماً ..
حقيقة لم يكن الأقل فطنة في خبايا المستديرة يحتاج لمزيد في التفكير أو سعة في التدبير ليقول أن مهمة البيروفيين في الافتتاح ستكون غاية في الصعوبة، ليس فقط لأن رفاق فورلان قد أخذوا أسبقية معنوية ونفسية لأن منتخبهم بالتخصص قد دفع مهر تلك البطولة أربعة عشرة مرة في سنين سادت فبادت، أو حتى لأنه المنتخب الذي يجر جيشاً جراراً من المحترفين في كثير الأندية الأوربية.. ولكن لأن تواضع أداء البيروفيين في آخر السنوات كان شاهد على صعوبة المهمة عند الكثيرين ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن البيرو أثبتت منذ اللقاء الافتتاحي أنهم قادمون إلى بطولة هذا العام بمزيج متناغم من الواقعية والإصرار ويبدو أن مشاكل الارجواي وأحوالهم ستزداد سوءً فيما إذا ظلت قتامة الأداء قرينة المنتخب وهو ما يفسر خيبات كبيرة وكثيرة كانت قد عصفت بهم مؤخراً..
فنزويلا وبوليفيا أخرجا لنا قالباً كروياً عادياً ومباراة تعكس الضعف الفني "النسبي" للمنتخبين فخرجا بتعادل حفظ من خلاله المضيف ماء الوجه والذي كان أقرب التكدر.. فيما كانت النتيجة أكثر من رائعة لمنتخب بوليفيا..
في المباراة ثالثة بدا التكافؤ في فرصها كبير للغاية إلا أن التشيليين كانوا على موعد مع تسجيل نصر مهم جداً على صعيد الرقم، إلا أن المباراة بالمجمل لم تكن توحي بأن في جراب هذان المنتخبان ما يقدمانه ثمناً للسير قدماً في بطولة مدججة بالمنتخبات الجاهزة..
اتجهت الأعين إلى أهم لقاءات الجولة الأولى, وذلك لأن الأصفر كان على موعد مع قص الشريط الأول في رحلة الدفاع عن اللقب، قررت قبيل اللقاء وبعد أستقراء طويل لبواطن الأمور أن على البرازيل أن تقدم الكثير إذا ما أرادت الخروج من اللقاء بما يليق.. أما المكسيكيين فإنهم –وكالعادة- أظهروا إمكانيات كبيرة وحققوا نتيجة أخرجت الكثيرين بمدلولات كثيرة للنصر..
إحداها أنهم أكدوا أن كرة المكسيك – تاريخياً- كانت ولا تظل الرقم الذي لطالما ظهر على المنتخبات التي تعتمد على المهارة والانتشار السريع السلاح الأبرز لتحقيق النصر استعصاء عبور المكسيك, قاتلت البرازيل بأسلحتها تماماً في ذلك اليوم إلا أن الانضباط التكتيكي الكبير والحماس المنقطع النظير كان العلامة الفارقة في مباراة المنتخبين ..
بالمجمل وبالرغم من النقطة السوداء التي لطخت ثوب البرازيل في افتتاح رحلة الدفاع عن اللقب إلا أني لا أظن بطاقتي التأهل ستحيد عن المنتخبين (المكسيك والبرازيل) لا بل أني أستطيع الذهاب إلى أكثر من ذلك وأعتبر الخسارة ضارة نافعة للبرازيل،، إذ أننا وكما تعلمنا مراراً لا ينصح أن يحول البرازيلين الأدوار الأولى إلى كرنفالات من الأهداف لأن ذلك يكون مردودة –غالباً- سلبياً في تالي الأدوار ولكن وبحدوث العكس تكون البرازيل قادرة –بشكل أو بآخر- على أن تهوي الخصوم تباعاً حتى تلامس الكأس..
تالي المواعيد شاهد فيه القائمون على شؤون وشجون الكرة التكافؤ يتقارب حتى يكاد يلتقي ولكن ومن دون مقدمات فقد عزف المنتخب البارغوياني سيمفونية بارعة في لقاءه مع نظيره الكولمبي لم أشاهد من تلك المباراة إلا بعضها إلا أن دقائق كانت كفيلة جداً لأن أتأكد من سطوة الكرة البارغوانية وسيرها على الكثير من خطوط الروعة, منتخب الباراغواي يعتبر الأميز في العالم من حيث الاستفادة القصوى من طاقة اللاعبين ولا أعتقد –بأي حال من الأحوال- أن إيقاف رفاق سانتاكروز إلا صعب المنال.. أما منتخب كولمبيا فلم أرى صفوفه مختنقة كما كانت عليه في المباراة الافتتاحية لهم في البطولة ويبدو وبهذه الطريقة أن على المدرب بينتو خورخي أن يحجز للمغادرة المصحوبة بغضب الملايين ممن كانوا ينشدون واقع أفضل..
في مكان آخر من الأراضي الفنزويلية كان المنتخب الأمريكي يعد عدته وعتاده ليخوض غمار مباراة كبيرة امام خصم كبير يقال له الأرجنتين, المنتخب الأمريكي كان لا يزال منتشياً بتحقيق بطولة "الكونكاكاف" على حساب غريمه المكسيكي, كان يمني النفس بحصد نقاط لقاءه بالارجنتين لتأكيد كل الخير الذي يقال في حقهم، لكن وللحقيقة فإن كتيبة ارجنتينية مدججة بأفضل النجوم مطعمة بالقدامى العائدين ومحلاة بالجدد المتألقين كانت تترصد الجميع وترقبهم, في الواقع لست أضن –وسأكون جاهلاً إن فعلت- أن منتخب الأرجنتين جاد على العالم بقوام لاعبين كذلك الذي شاهدناه وسنشاهده في بطولة الكوبا هذا العام. وربما لن يكون من المبالغة في شيء أن القرعة ظلمت الأمريكين كثيراً لأنها رمت بهم –من البداية- في طاحونة المنتخب الأرجنتيني الذي حقق الفوز بأريحية تؤكد أنهم يسعون بكل قوة لتضميد جراحهم من بوابة هذه البطولة وقد يكون من نافل القول حين نقول: أن الأرجنتين المرشح الأقوى للقب وربما قد يكون من ظلم القول كذلك إن قيل أن غير ذلك سيكون مصيرهم.
إجمالاً ....!الكرة تعطي من يعطيها والقدر يكافئ من يشاء سننتظر باقي المواعيد وسنرى وإن غداً لناظرة قريب.
إضاءة .. الأرجنتين تبدو الأعلى كعباً في البطولة أما البرازيل فبالرغم من إحلال وإبدال في الشاكلة هنا أو هناك إلا أنها تظل مرشحة وبقوة هذا إذا عرفنا تقاليد البرازيل وطقوسها عندما يتعلق الأمر بنيل الألقاب،.
أعترف : أن وقائع الأمور تشير إلا أن أي سيناريو غير أن الارجنتين هي البطلة والبرازيل الوصيف سيكون غاية في الاحباط لعشاق السماوي، أما بالنسبة للبرازيل فإن الوصافة تعد عزاءً أما البطولة فصفعة قوية ورسالة تعبر طاولة الكلام وتمر مرور الكرام لتقول:إنها الضربة التي تقصم الظهر،، وإنها التي لن تزيد من القوه
الأرجنتين حاضرة بكتيبة مدججة بالنجوم ولن ترضى بغير اللقب
المكسيك تقدم عروضاً راقية في البطولة
البارغواي قدمت مباريات رائعة جداً وهي المنتخب الأكثر تهديفاً حتى الآن
وهل ستواصل البرازيل انتصاراتها المتواضعة ام ان المفاجأت ستحدث