هي ثلاثة مدن توضعت فوق بعضها نتيجة الزلازل و البراكينأول عائلة حاكمة هي سيفا 1450-1640م
وكان البرج مركز من مراكز عائلة سيفا حيث أن الأمير حسن بن يوسف سيفا كان متزوجا من ابنة الأمير
فخر الدين المعني لكن بعد سفر الأمير المعني إلى فلورنسا (ايطاليا) وعودته وجد أن قصره في الشوف مدمر
على يد الأمير حسن فقامت معركتان بينهما عام 1625م الأولى في قرية عين الجرن الثانية في سرستان
انتصر فيها الأمير المعني فتنازل الأمير حسن على أثرها عن قلعة المرقب وقلعة الحصن ثم هدم قلعتهم
في لبنان فوق طرابلس واخذ حجارتها و بني فيها قصر بيت الدين ثم استلم الخراج يوسف المليح حوالي
1500-1600م من بعدهم أتت عائلة شمسين 1640-1840م ثم انتقل الحكم إلى الدريكيش 1840-1928
ثم عاد إلى صافيتا ويرتبط تاريخ صافيتا بتاريخ البرج.
تشتهر صافيتا بالقلعة التي بناها الصليبيون (على ما هي عليه حاليا" والدراسات تشير إلى أن أساسات
القلعة ممكن ان تعود إلى العصر الفينيقي ولكن لا يوجد إثبات تاريخي..)وتسمى البرج ويوجد في الطابق
الأرضي منه كنيسة على اسم الملاك ميخائيل وفي الطابق الأول يوجد صالة كبيرة ربما كانت تستعمل قاعة
اجتماعات... ومن ثم السطح الذي يطل على أغلبية القرى والجبال المحيطة بصافيتا...والبرج كان قديما
صلة اتصال بين قلعة المرقب على الساحل وقلعة الحصن في الجنوب الغربي حيث كان الصليبيون يتخابرون
بإشارات الدخان نهارا وبالنار ليلا"وإذا أمعنت النظر جيدا تستطيع أن ترى قلعة الحصن وقلعة المرقب
بوضوح.
الموقع: تقع قلعة صافيتا في بلدة صافيتا في الزاوية الجنوبية الشرقية لطرطوس، وتربض على قمم ثلاث
يتوسط إحداهما برجها الشهير الذي يرتفع عن سطح البحر 419 م، وتبعد 28 كلم عن مدينة طرطوس،
ولم يتبق من قلعة صافيتا سوى أحد أبراجها الضخمة الذي هو برج صافيتا الذي يرتفع حوالي 29 م، حيث
يعتبر برج صافيتا من أهم المعالم الأثرية في صافيتا.
وتتميز صافيتا بأنها ذات مناظر خلابة إذ تحيط بها تلال الزيتون والأزهار من كل جانب.
يتوضع برج صافيتا في أعلى قمة في المنطقة فوق هضبة مستديرة صخرية في الشعاب الجنوبية لجبال
البهرة والتي هي سلسلة الجبال الساحلية ويشرف على الساحل حتى أرواد وطرابلس والدريكيش وقلعة
الحصن الذي يعتبر منطقة وسطى بين أرواد (طرطوس -أرواد) وحصن سليمان مما يرجح أنه كان محطة
وموقع دفاعي لحامية فينيقية في دولة أرواد.
ويمكن رؤية قلعة الحصن وقلعة العريمة وقلعة طرابلس وبرج ميعار وقلعة يحمور وقلعة أم الحوش وقلعة
العليقة بالعين المجردة من هذا البرج أما قلعة المرقب بواسطة أبراج ربط ، حيث أنه يشكل مركز شبكة
اتصال مع تلك القلاع بالنيران ليلاً والدخان نهارا...
تاريخ القلعة أو البرج: لم يرد في المصادر التاريخية أي إشارة إلى ذكر تاريخ وبناء البرج، ولكن من
الدراسات التي أجريت على البرج يلاحظ أن الأساس الذي بني عليه برج صافيتا (الذي هو مغمور تقريباً)
هو أساس فينيقي ، وبالتالي يرجح أنه قد بني في العهد الفينيقي ومن المحتمل أنه يعود إلى العهد الروماني
والبيزنطي ثم الصليبي ومن ثم الإسلامي.
لقد ورد ذكر البرج لأول مرة في المصادر التاريخية عندما احتله الصليبيون وقد قاموا بتجديد بنائه..
وفي عام 1166-1167 م احتله أتابك حلب "نور الدين الزنكي"، ولكن سرعان ما انتقل بعد ذلك إلى عهدة
فرسان الداوية اللذين جددوا بناءه بعد الهزة الأرضية التي حدثت عام 1170 م، وقد تسبب في تخريبه من
جديد عام 1171 م، هجوم آخر شنه نور الدين الزنكي في محاولة لإسترجاعه.
في عام 1172 م، وفي عهد ريموند الثالث كونت طرابلس هاجم نور الدين هذا البرج وأخذه عنوة..
في عام 1188 م تعرض البرج لزلزال ثان ثم خضع لإعادة بنائه من جديد بشكل محصن أكثر مما سبق
بسبب حصار السلطان صلاح الدين الأيوبي.
في عام 1202 م، تم تجديد البرج أيضاً بعد هزة أرضية أخرى وعلى الأرجح هو التجديد الأخير في بنائه
والمحافظ على شكله الحالي الذي يعود إلى تلك الحقبة الزمنية..
في عام 1218 م، شن الملك الأشرف سلطان حلب هجوم مضلل على البرج لإرهاق مؤخرات الجيش
الصليبي الخامس الذي كان في تلك اللحظة يحاصر دمياط. وكان البرج لا يزال في حالة جيدة حتى نهاية
القرن التاسع عشر ومن ثم بدأ سكان المناطق المجاورة ببناء المساكن المحاذية له والقريبة منه وضمن
سوره وفوقه بحيث أصبحت تغطي قسم كبير من معالم سور البرج حتى شكلت تلك المنازل بلدة صغيرة يطلق
عليها اليوم اسم صافيتا نسبة إلى البرج.
وما يزال قسماً من السور الشرقي ببوابته الجميلة قائماً، وقد قامت مديرية الآثار والمتاحف بترميمه عام
1933 م، ولبرج صافيتا شهرة كبيرة حتى أصبح يقال لبلدة صافيتا اسم صافيتا البرج .
لقد انتقلت السيطرة على البرج من العرب إلى الصليبيين والعكس عدد كبير من المرات وذلك لأهميته
الإستراتيجية حتى استقر بيد العرب. ومن المؤكد أن المناطق المحيطة به كانت مأهولة منذ فجر التاريخ
فقد وجدت لقى فخارية وبرونزية ومدافن في الوادي الشمالي...
المنظر العام: من جميع الاتجاهات يبدو البرج مرئياً ولكن السور الواقي الخارجي لم يعد مرئياً إلا بأجزاء
قليلة منه بسبب البناء الذي شيد على جوانبه وفوقه.
الدخول إلى البرج يتم من البوابة المطلة على جهة الشرق ، وهي ذات بناء مؤلف من طابقين لم يبق منه
سوى الجدار الغربي وأطلال ذات عقود بدأت في أيامنا هذه تفقد معالمها شيئاً فشيئاً، أما البرج المحصن
ويبدو من المدخل الرئيسي بشكل جيد جدرانه قد شيدت من قطع حجرية مربعة رائعة تظهر فيها آثار مميزة
للإصلاحات التي جرت بعد الزلزال الأول عام 1170 م والزلزال الثاني عام 1202 م الذي انهار
خلاله الطابق العلوي وأجزاء من الزاوية اليسارية.
تصميم البرج وأقسامه الرئيسية: يتألف البرج المحصن من أربع أقسام:- الأساس الفينيقي وهو مغمور
تقريباً، ولكن أساسه يظهر من الجهة الشرقية والشمالية.
- الطابق الأرضي وهو عبارة عن أقبية سقوفها نصف دائرية لها بوابات تؤدي إلى سراديب وفيها خزان
ماء محفور بالصخر تم ردمه عندما بدأ السكان ببناء مساكنهم.
- الطابق الأول للبرج ويتألف من كنيسة تمارس الطقوس الدينية فيها حاليا.
- الطابق الثاني ويدعى بالقاعة الكبرى فوق الكنيسة للبرج المحصن وهو عبارة عن صالة مفتوحة وفيها
نوافذ ومرامي سهام عميقة كانت تؤمن الدفاع عن البرج ، وقد تم تصميم الطابق الثاني وبناؤه في أوائل
القرن الثالث عشر على ثلاث ركائز من الأعمدة الضخمة البارزة تستند عليها عقود متصالبة شديدة
الانحناء ويتم الوصول إلى السطح عن طريق درج في الطابق الثاني ويحوي السطح على شرفات مازال
قسماً منها محتفظاً بفتحاته وهي تطل على الأفق البعيد والشرفات مبنية من صخور ضخمة منحوتة بدقة
وعناية وقد كان المدافعون عن الموقع يقيمون الاتصالات بواسطة النيران والإشارات مع القلاع
المجاورة، وقد احتفظت هذه القاعة الكبرى بشكلها الحالي كما هي دون أية إضافات أو بناء أو ترميم
فيها حتى يومنا هذا...
السور ببنائه كان مرتفعاً وواسعاً ولكنه مع مرور الزمن تهدم وبنيت المنازل داخله ومن حجارته حتى
التصقت بالبرج من الجهة الجنوبية أو تكاد ومازال إلى الآن قسماً من السور الشرقي ببوابته الجميلة
قائما...
... وأهل صافيتا يعتزون بالبرج كثيرا"ويعتبرونه مع كنيسة القديس ميخائيل رمزا" لمدينتهم... ...