هذه قصة فتاة صغيرة رحل عنها والدها وهي لم تتعدى سن الثالثة .. فلم يبقى لها سوى ذلك الحضن الدافئ الذي ستلجأ إليه دائما .. حضن تلك الإنسانة الرائعة حضن والدتها .. لم يكن لها سوى تلك السيدة الطيبة بل الملاك وبعض الذكريات والصور التي تذكرها بوالدها .. كانت هذه الفتاة دائمة التعلق بوالدتها ولا تحب أن تفارقها ولو للحظات كانت دائما قبل أن تنام تقص على والدتها عن أمنياتها و طموحاتها .. كانت دائما تقول لوالدتها أنها تتمنى أن يجري بها الزمان وتصل إلى سن العشرين وتحقق أمنياتها لأنها كانت دائما تربط هذا الرقم بالسعادة وتصفه بأنه رقم السعداء .. وكانت تود لو تحقق أمنياتها وأحلامها الوردية .. وبعد زمن ليس بطويل ولا بقصير لم يتبقى سوى أيام لتصل إلى ذلك العمر الذي لطالما تمنت أن تصل إليه ..
ولكن كعادة هذه الحياة لم تكن لتسعدنا لحظات وتأخذ بالمقابل الم بالسنين ..
فبعد أسبوع من عيد ميلادها العشرون .. كانت دائمة الشكوى من بعض الآلام التي لم تفارقها من ذلك اليوم بل قد ازداد الألم ووصل إلى ذروته .. فتوسلت إليها والدتها كثيرا ورجتها أن تذهب إلى الطبيب كي تطمئن على حال ابنتها وتعرف سبب ذلك الألم الذي لا يفارق طفلتها الصغيرة .. ولكن صفعها الطبيب بالكارثة ..
فلقد اعترض القدر على تلك الحياة البسيطة والسعيدة التي تحيا بها تلك الصغيرة مع والدتها واعترض الزمان ورفض أن تحيا الحياة التي رسمتها لنفسها وتبني أحلامها التي خططت لها
فكانت كارثة مرضها كصخرة اعترضت طريق سعادتها .. فلقد انتشر ذلك المرض وانتشر في جميع أنحاء جسدها النحيل ولا يمكن للأطباء أن يسيطروا عليه .. وانه لم يبقى لها سوى أيام معدودة تحيا بها ومن ثم ترحل من هذه الحياة والى الأبد ..
هاقد تحققت امنيتها ووضلت الى العشرين ولكن هذه هي آخر لحظات حياتها ,,,,,,,,
و ها قد رحلت ولم تحقق أيا من أحلامها لقد رحلت ولم تترك لوالدتها سوى الوحدة والحزن على فراق طفلتها الصغيرة ها قد رحلت ولم تترك لها سوى بعض الصور والذكريات مع مزيج من الألم والعذاب بعد فراقها مع
مع رســـــــــــــــــــالــــــــــــــــــــــــــة كتبتها لوالدتها قـبـيـل أيـام
مـن وفـاتـهـا.....!
إلى أفضل وارق إنسانة أحبها قلبي... إليكِ أمي هاأنا أمي في الظلام وبين التراب وقد أصبحت سراب فجميع أحلامي احتواها التراب وأصبحت حطام وراحت في سبيل الأوهام فقد كنت احلم بمستقل باهر وفارس أحلام ساحر كنت احلم أن أعيش بجانبك وبجانب أحبتي لم أكن أخاف من شيء
نعم لم يكن هناك شيئا يخيفني سوى ابتعادك عني أمي وحتى هذا الشيء لم يخيفني كثيرا لأنك كنت دائما بجانبي
احبك أمي نعم احبك أمي فلم اشعر يوما بخوف وأنا بجانبك فقد كنتِ دائما مصدر الأمان الذي استمد منه قوتي وان غبت لحظة عني اشعر بان روحي تنزع مني واني قد فقدت أغلى ما لدي
نعم أمي قد كنت اخفي مشاعري لأنني كنت على يقين بأنك تعلمين مقدار الحب الذي أكنه لكي أحبك أمي فكم كنت اشعر بالحنان عندما تقبلينني وكم اشعر بالراحة عندما تضمينني فلم اشعر أبدا بالخوف وأنا بجانبك فتمر السنين أياما والأيام لحظات واللحظات ليست إلا ثوان معدودة فكم احبك أمي وكم كانت السعادة تغمرني عندما أقص عليكِ البعض من أمنياتي وكم اشعر بالسرور عندما أقول لكي احبك أمي ..
فها قد فرقتنا الأقدار وأبعدتنا المسافات ولم اعد اسمع سوى صوت الآهات ولم اعد أرى سوى الدموع والتراب سأظل احبك أمي لان حبك يجري في دمي فمهما فرقتنا الأقدار وحالت بيننا المسافات وطالت بنا الأيام سأذكرك أمي لأن روحي وقلبي وعيني ودمي يردد معي دوما كلمة احبك أمي.