هيدي مقالة قديمة بجريدة الشرق الاوسط 2004
انعطاف في منتديات الشباب على أعمال جورج وسوف وزياد الرحباني
بيروت: فيفيان حداد
يعتبر حاليا كل من المطرب جورج وسوف والفنان زياد الرحباني (نجل الفنانة فيروز) اشهر شخصيتين حاضرتين على الساحة اللبنانية. ويتبادل الشبان اعمالهما الفنية من جيل الى جيل، وكأنها ارث عزيز لا يجوز التفريط فيه. وكان احصاء أخير قد أشار الى ان 60% من تلامذة المدارس الذكور في اعمار تتراوح ما بين الـ 13 والـ 17 عاماً يستمعون باستمرار الى اغاني جورج وسوف كما يحفظون غيباً مسرحيات زياد الرحباني. ويؤكد البعض ان قاموساً لغوياً جديداً ابتكره الجيل الصاعد ليشكل رمزاً من رموز العلاقات الاجتماعية اليومية حين يلتقي الشباب مع بعضهم البعض في المدارس او المقاهي او خلال الجلسات والسهرات.. فأغاني«كلام الناس» و«ترغلي» و«تأخرت كتير» وغيرها لوسوف يعتبرها الشباب نقطة التلاقي الوحيدة مع اهلهم وكذلك الامر بالنسبة لمسرحيات «نزل السرور» او «فيلم اميركي طويل» او «بالنسبة لبكرا شو» من اعمال زياد. ويؤكد جو ابي منصور، التلميذ في الصف الاول الثانوي ان استماعه الى اغاني جورج وسوف، يأتي ضمن برنامجه اليومي، فيما رأى جورج دميان في الصف الثاني الثانوي ان أغاني سلطان الطرب تشعره بالراحة والاسترخاء. وعادة ما تمتزج أغاني وسوف مع سجائر طلاب يعمدون الى التدخين للتعبير عن رجوليتهم وتشعر غالبيتهم ان خشونة صوتهم تؤهلهم تقليد جورج وسوف في طريقة غنائه.
وكما لوسوف ذلك لزياد الرحباني حصة الاسد من المعجبين ويلونون بها احاديثهم اليومية. ويؤكد الطالب نسيم رميا تلميذ الشهادة المتوسطة ان عبارات زياد ترسم البسمة على شفاه تبكي في ظل الوضع الاجتماعي الذي نعيشه. فمسرحيات مثل «اذا ما إجا ظالم بتجي جربوعة» و«ايها البروليتاريون ليش ما بتثوروا» وغيرها من متقطفات مسرحيات الرحباني تلاقي رواجاً لا يستهان به بين شباب اليوم رغم انها تعود الى سنوات ماضية الا انها ما زالت تترك اثرها لديهم.
ويشير المخرج الاذاعي ميشال مجاعص ،40 عاماً، الى «ان اغاني وسوف ومقتطفات المسرحيات زياد الرحباني هي صلة الوصل الدائمة بين الاهل واولادهم واحياناً اجدادهم لانه كما الاب كذلك الابن تأثر بها وحفظها ورددها».
وكان زياد الرحباني قد توقف عن تقديم المسرحيات منذ اكثر من عشر سنوات رغم ان معجبيه ينتظرون اطلالاته الاعلامية والمسرحية بفارغ الصبر.